تخطى إلى المحتوى

ساعدى طفلك على النمو عبر تدليكه

    اللمس هو اللغة الرسمية المعترف بها في عالم الأطفال منذ فترة الحمل، وحتى بعد الولادة، ليكتشف بواسطتك حاسة أخرى يتعامل بها مع العالم الجديد.. سينتبه لوجودك معه بمجرد أن تمرري أناملك عليه وهو في بطنك، ويبدأ في التفاعل معك.

    بعد الولادة :

     يظل يختزن هذه اللمسة في ذاكرته التي لا تتعدى 3 ثوان، فهذه الحركة تكون له كالمساج أو التدليك الذي يشعره بالاسترخاء، وفي نفس الوقت يعكس مدى العطف والحنان الذي تحملينه له، ويساعده ذلك على النمو سريعا، والأم باستطاعتها الاستمرار في عملية المساج حتى بعد الولادة، لأن الطفل يكون في حاجة إلى الشعور بالتواصل لمن حوله، خاصة أمه، وننصحها ألا تقطع حبال هذه العلاقة الحميمة الرائعة.

    ولأهمية التدليك :

    تخصصت بعض النساء بالدول الغربية في تدليك الأطفال، ويقدمن دروسا فيه للأمهات وكيفية ممارسته بمهارة، خاصة أن الأطفال الذين يولدون قبل موعدهم أو يولدون ضعفاء يكونون في حاجة إلى التدليك باعتباره حلقة وصل بينه وبين أمه والعالم الجديد.

    الأطفال حديثو الولادة :

    عرضة للضوء وتيارات الهواء ومضايقات ارتداء أو خلع الملابس، والتدليك يعوضهم عن كل هذه الأشياء المزعجة وغيرها، بتقديم كل احتياجاتهم من الحنان أولا، ثم تخفيف الآلام والمساعدة على نمو قدراته الحركية، فالتدليك لغة جسدية حقيقية بين الأم وطفلها يستمد الأمان من خلاله، وهو اتصال خاص جدا مع أمه، ولكن ليس هذا مقصورا على الأم، فالأب أيضا مسموح له بالمشاركة بنفس القدر، فبعد الحمل والولادة يجد الأب فرصته في التعرف على طفله وإيجاد لغة بديعة تبدأ باللمس.

    وللتدليك فوائد

    متعددة من الناحية الجسدية أو البيولوجية، فهو يساعد على تنشيط الدورة الدموية والليمفاوية ويعمل على تماسك العضلات وتليينها في نفس الوقت، وهذا بالنسبة للطفل يجعله يكتشف جسمه ويتعلم كيف يحدد أعضاءه.. إنها الخطوة الأولي التي توفر عليه بذل الجهد في تعلم [الزحف] ثم المشي.

    التدليك يخفف آلام الطفل الرضيع، مثل ألم البطن وتقلصاتها، كما يساعد على نومهم في هدوء حيث إنه يجعل الطفل يبذل الجهد ويستنفد بعض الطاقة وهو في مكانه، لأن هذا الكائن الصغير الفضولي عبارة عن كتلة من الطاقة في رحلة بحث مستمرة واكتشاف حواسه الجسدية.

     يجب ملاحظة:

    أن الطفل بعد قدومه إلى عالمنا.. يقضي معظم وقته في النوم ولا يشعر سوي بدفء ملابسه، وتمر أيامه على وتيرة ثابتة ما بين رضاعته والاستحمام والنعاس وتغيير الملابس.. فالانتظام في عمل أنشطة محددة يجعل يومه يتحرك على إيقاع واحد.

    أما إذا أدخلت الأم عليه التدليك بصفة يومية، سيتكسر هذا الروتين لطفلك ولك أيضا، ولا يهم الوقت الذي ستختارينه للقيام بذلك.. الأهم الانتظام حتى يصبح كموعد بينك وبين طفلك يشع منه الحب والحنان.

    الاستعداد للتدليك:

    – يجب أن يكون وقت التدليك ملاذا للاسترخاء المطلق لك ولطفلك.. فإذا شعرت أنك غير مهيأة لضيق الوقت مثلا أو أن طفلك عصبي المزاج أو مريض أو مرهق قومي بتأجيله.. على أن تحاولي في اليوم التالي.

    – يجب استغلال وقت ما بعد الاستحمام لعمل التدليك لأنه أفضل وقت.

    – اختاري مكان دافئا وأجلسي في وضع مريح مع الحفاظ على استقامة الظهر ومددي جسد طفلك على فوطة ناعمة أو على وسادة.. ولا يهم ترتيب الحركات أو الأوضاع الأهم أن تكوني وطفلك في أفضل حالة مزاجية للاستفادة بهذه اللحظة الحميمة الخاصة جدا.

    – قومي بعد ذلك بنزع الرداء من المنطقة التي ستقومين بتدليكها لطفلك مع كل الحرص ألا تعرضيها لتيارات هواء.. فيصاب بالبرد.

    – بللي يدك بقليل من زيت اللوز الحلو ودفئيه بفركها بعضها بعض.

    – ابدئي التدليك بطريقة ناعمة لبعض الدقائق، ولا تضغطي على طفلك وإذا لم يعجبه ما تقومين به توقفي فورا وأعيدي المحاولة مرة أخري في اليوم التالي.