تخطى إلى المحتوى

كيف يجتاز الأبناء محنة طلاق الأبوين بسلام؟

    ليس الطلاق بالقرار الهين.. فوطأة الانفصال تلقي بظلالها على العاطفة والوضع الاجتماعي والمالي والحالة النفسية، ولكن مع الوقت يتعلم الكبار مواجهة أوضاعهم وتجاوز محنتهم.. ولكن الأمر على الأطفال أصعب، لأنهم يواجهون مشاعر مختلطة ومرتبكة ومتناقضة تجاه أبويهم، ويشعرون بأنهم تم التخلي عنهم، وأحيانا يشعرون بالذنب وبأنهم السبب وراء الوضع العائلي الذي آلت إليه أسرهم.

    وتعليم أطفالك كيفية تجاوز هذه المشاعر الصعبة بعد الطلاق له أهمية كبيرة على المدى البعيد، لأنه يساهم في استقرارهم العاطفي لبقية حياتهم، وهذا ما أكدت عليه الطبيبة النفسية الأمريكية “جاكلين سيمون جان”  ومؤلفة كتاب ( على كرسي العلاج).

    • شعور الأطفال بالذنب

    وتقول د. جاكلين أنه من الشائع أن يقوم الأطفال بلوم ذواتهم بعد طلاق الوالدين، فهذا أمر منتشر ولا يتوقف على الطفولة، فقد تعاملت بنفسها مع حالات كثيرة لأشخاص بالغين مازالوا يلومون أنفسهم على طلاق أبويهم.

    وتؤكد على أن بمقدور الآباء أن يمنعوا مشاعر الذنب قبل أن تولد وذلك بإيجاد الاستراتيجيات الصحيحة للتعامل من قبل جميع أفراد العائلة، واستخدام الكلمات المناسبة، وكبح السلوكيات والاندفاعات العاطفية السلبية مما يساعد الأطفال والكبار على تجاوز الصعاب.

    • إتخاذ الكلمات الصحيحة

    كما يحتاج المراهق المتقلب المزاج، والطفل في نوبة غضبه إلى أن يستخدم الأبوين الكلمات المناسبة، ويوفقا إلى العبارات الصحيحة التي تتعامل بشكل منضبط مع وضعه، فإن الأبناء بعد الطلاق يكونون في أمس الحاجة إلى سماع كلمات الوالدين.

    إنهم بحاجة إلى تلك الكلمات التي تثبت الأرض المهتزة تحت أقدامهم، وتقوي إحساسهم بالأمان، وتشعر بان الأبواب مفتوحة، وسبل الاتصال قائمة.

    وتوصي الطبيبة النفسية “هيلين لورنتي” من نورث كارولينا الوالدين بالتحدث مع أطفالهما كجبهة موحدة، فالأطفال بحاجة إلى إراحتهم من صراع الاختيار، بأن يظل لديهم شعور قوي باتحاد أبويهم، فيقول الأب على سبيل المثال:” لقد ناقشت مع أمك هذا الأمر وقررنا الآتي…”.

    وتؤكد د. هيلين على أن جهل الأبناء بسبب الطلاق يسبب لهم الفوضى الشعورية، لذا يجب مصارحتهم بشكل غير جارح ومبسط.

    وتؤكد على أن تغطية الأسباب وتجنب الحديث عنها غير مجدي، فالأطفال مدركون جدا، وهم يختبرون مدى صدق وشفافية والديهم، فإذا لم تعطهم الأسباب فسوف يحاولون التنبؤ بها وقد يلومون أنفسهم في النهاية.

    كما تؤكد على أهمية الاستماع للأطفال، وتشجيعهم على التنفيس والتعبير عن مشاعرهم، فهذه خطوة أساسية لمساعدتهم والحديث الفعال معهم.

    • كيفية إخبار الأطفال بالطلاق

    الاقتراب من الحديث عن الطلاق يكون حساسا للوالدين وللأبناء، ويقول الدكتور “تيموثي ديفيز” من مركز نيوتاون للعلاج الأسري بماساشوستس الأمريكية أنه من المهم أن يتعاضد الأب والأم في إخبار الأطفال بهذا النبأ معا، ويوصي ببعض الأمور:

    1-    أخبرا أبنائكما سويا.. فعلى الرغم من أنهم سيدركون  عدم قدرتكما على حل خلافتكما كزوجين، إلا أن هذه الوحدة ستطمئنهما بشأن قدرتكما على الاستمرار كأب وأم.

    2-   خططا للإخبار.. فالأبناء الأكبر سنا سيودون معرفة المزيد من الأمور، من من الأبوين سيبتعد ومن سيبقى معهما؟، وكيف ومتى سيريان البعيد؟.. وهكذا.

    3-   تجنبا لعبة اللوم..وكونا واضحين أمام الأبناء بأن هذا قرار مشترك.

    4-   الحقيقة غير الجارحة..

    أخبرا أطفالكما بالحقيقة ولكن دون إثقال نفوسهم بمعلومات لا تلزمهم، بل أكدا على أن هذا القرار جاء بعد محاولات، ولكن الأبوين رأيا أن الأسرة ستكون أسعد وأكثر استقرارا ومحبة هكذا.

    5-   أخبرا أطفالكما بمحبتكما لهم، وأكدا على أن هذا ليس خطأهم، وعلى أنكما ستعملان معا بتشارك وتفاهم في تربيتهما كأبوين مشتركين.

    6-   أوضحا لهم أنكما مستعدان للاستماع، واسمحا لهما بالتعبير عن الغضب والحزن.