تخطى إلى المحتوى

هل تتدخل جارتك في شئونك الخاصة؟

    حب الاختلاط والحوار هي طبيعة بشرية,فجميعنا نحب التواصل وزيادة اعداد الأصدقاء والمعارف,خصوصا في المجتمعات العربية التي تعترف بأهمية الجار وحقوقه.

    إلا أن هذا التقارب والتواصل بين الناس لابد أن يكون بحدودٍ وشروط, لا نتجاوزها احتراماً لأنفسنا ولغيرنا حفاظاً على مفهوم الخصوصية, وهو المفهموم والمعنى المهم الذي وللأسف لم يتربى الكثير من الناس على احترامه والوقوف عنده, ويعود السبب في ذلك إلى طبيعة المجتمعات العربية المتقاربة والمتداخلة فيما بينها, والتي تجعل من مفهوم الخصوصية مفهوماً ضيقاً ومفقودا في بعض الأحيان وكأن الفرد يجب أن يكون كتاباً مفتوحاً أمام أصدقائه وأهله وجيرانه, وكل من يعرفونه, وأنه لا داعي أن يكون للانسان أسرار وأمور شخصية خاصة به.
    ونظرا لأن النساء يملكن وقتا أكثر من الرجل إذ تكون لديهم حياة اجتماعية أشمل وأوسع لذا فانهن تعانين من مشكلة التدخل بشكلٍ عامٍ ومن الجارات بشكلٍ خاصٍ.

    ففي الوقت الذي تحتاجين فيه إلى صديقةٍ, تشاركك أفراحك وأحزانك ونشاطاتك ومغامراتك وتقف إلى جانبك, أنت أيضاً بحاجة إلى مساحةٍ من الحرية والخصوصية في حياتك الشخصية والزوجية والعائلية, لا ترغبين أن يشاركك فيها أحدٌ من الناس حفاظاً على بعض الأمور التي قد تحرجك أو تجرحك أنت أو أحدٌ من عائلتك, والمشكلة تظهر نتيجةً لصعوبة إقناع الجارات بأن هناك فارق بين الصداقة والجيرة وبين الأمور الخاصة وحقوق كل انسان في الاحتفاظ بما يريد لنفسه ولا يشارك أحدا فيه,والا انقلب الأمر الى شجار وربما وصل الى انقطاع العلاقة.

    وذلك لأننا نمضي أكثر أوقاتنا في المنزل وبالتالي نحتاج لرفيقةٍ حقيقيةٍ, تعرف متى تتكلم, ومتى تصمت؟! متى تتدخل, ومتى تنسحب؟! … وهذا للأسف من الصعب العثور عليه, لأن غالبيتهن يردن أن يعرفن الصغيرة والكبيرة, وصولاً إلى الطبق اليومي وكم أنفقت عليه الأمر الذي يصل إلى حدٍ غير مقبولٍ أبداً من التدخل في الشئون الخاصة,لذا لابد أن تضعي حدودا من أول يوم مع جارتك حتى لا تندمي بعد ذلك وفي نفس الوقت لتحافظي على العلاقة الطيبة بينكما.