تخطى إلى المحتوى

العقاب البدني للطفل.. يصيبه باضطرابات عقلية مستقبلاً

    كشف باحثون من خلال دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتعؤضون للضرب أو الصفع على وجوههم في مرحلة الطفولةـ يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العقلية في الكبر، ويدخل ضمن ذلك احتمالات إصابتهم باضطرابات القلق والمزاج ومشاكل إدمان المخدرات أو الخمور أو إدمان عادات تؤثر على الصحة بشكل خطير.

    وتعتبر هذه الدراسة التي قام عليها باحثون كنديون هي الأولى من نوعها التر تربط بين ضرب الأطفال وإصابتهم بعد مرحلة البلوغ بالعجز النفسي، وذلك بمعزل عن التأثيرات التي يمكن أن يتسبب فيها حدوث اعتداءات من نوع آخر بخلاف الضرب المباشر.

    وقال البحث الذي نشر في مجلة أمريكية طبية مستندًا على أكثر من 600 من المواطنين الأمريكيين إن أولئك الأشخاص الذين تعرضوا للصفع أو الضربفي طفولتهم كانوا يمثلون نسبة 72 بالمائة من المصابين بأمراض واضطرابات عقلية في مراحل لاحقة من حياتهم.

    ويرى الخبراء أن هذا المعدل الذي قد يبدو منخفضًا مع الأخذ في الاعتبار أن نصف المواطنين الأمريكيين يتعرضون للصفع على وجوههم في مرحلة الطفولة، إلا أنه يؤكد أن العقاب البدني للطفل يزيد من معدل إصابته بأمراض عقلية في المستقبل.

    ويقول فيكتور فورناري مدير قسم الطفل والصحة العقلية في مؤسسة “شور لونج” بنيويورك: “الدراسة غنية بالنتائج لأنها تثير جدلاً حول أساليب التربية الصحيحة، والنتيجة لا تظهر أن المعدل أكبر بكثير من المتوقع ولكنها في الوقت ذاته تلقي الضوء على حقيقة أن العقاب البدني للطفل يعتبر عاملاً خطيرًا ومؤثرًا على احتمالات التعرض لاضطرابات وأمراض عقلية للبالغين”.

    وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للضرب والعقاب البدني يكونون كذلك في مستقبلهم أكثر ميلاً لارتكاب الجرائم والسلوكيات العدوانية مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا للعقاب البدني.

    وتركز هذه الدراسة على العقاب الذي لا يتضمن اعتداء جنسيًا أو اعتداء من شانه أن يترك جروحًا أو يسبب كدمات، وتستهدف فقط العقاب الذي يتمثل في الضرب أو الصفع أو إمساك بقوة مؤلمة.

    وأشارت الدراسة إلى أن هناك 32 دولة على مستوى العالم قامت بتجريم معاقبة الأطفال بدنيًا لكن الولايات المتحدة وكندا ليست ضمن تلك الدول.