تخطى إلى المحتوى

كيف تتعايشين مع عدم القدرة على الإنجاب؟

    هناك العديد من الأسباب التي تجعلك غير قادرة على الإنجاب، وذلك قد يكون راجعًا إلى انعدام رغبتك أو رغبة زوجك، أو بسبب أن الزوج لديه مشاكل جسدية تمنعه أو قد يكون عدم الإنجاب ناجمًا عن عدم قدتك أنت كزوجة على هذا.
    وفي حالة أن هناك ظروفًا صحية خاصة تمنع حدوث الإنجاب، فإنه لا يكون من السهولة بمكان تقبل حالة الحزن والخوف التي تواكب إحساس ممارسة الحياة بدون القدرة على إنجاب الأطفال، وقد يكون من المفيد عندئذ الاستفادة من بعض النصائح لتقبل الحياة بدون أطفال.
    1- عبري عن مشاعرك، لا تخجلي من الاعتراف بإحساسك، وحاولي أن تختاري اللحظة المناسبة لتفريغ انفعالك، واعلمي أن الطريقة التي تعبرين بها عما بداخلك هي أمر شخصي يرجع إليك وقد تجدين نفسك منخرطة في البكاء أو تضحكين بشكل مبالغ فيه أو تغنين أو تكتبين أو تعبرين بالصوت بأي شكل غير معتاد، المهم أن تعبري عما يجيش في صدرك.

    2- قيمي حياتك بناء على الواقع الفعلي، لأنه من المهم أن تتحلي بالواقعية فيما يتعلق بملابسات وظروف حياتك، وتدركي بشكل واضح أنك لن تستطيعي أن تنجبي أطفالاً، وفي الوقت نفسه تدركي أنك يجب أن تتقبلي هذه الحقيقة وتمضي في طريق حياتك إلى الأمام ويمكنك أن تستخدمي مجموعة من الممارسات لتضيفيها إلى حياتك اليومية، مثل أن تتوقفي عن التفكير فيما كان يجب أن يكون أو ما كان يمكن أن يكون، وأن تحاولي أن ترسمي صورة لمستقبلك بدون أطفال، وأن تضعي لنفسك خريطة آمال وطموحات لا تتضمن فكرة إنجاب الأطفال، واسرحي بخيالك في هذا المستقبل وحاولي تلمس مدى السعادة التي يمكنك الحصول عليها مع تحقيق النجاح، وعليك أن تبعدي بصرك عن كل ما من شأنه أن يشعرك بالألم مثل الأمور الخاصة بالأطفال الرضع والتي حرصتي في وقت سابق على اقتنائها تمهيدًا لمرحلة الحمل والإنجاب، وعليك أن تتخلصي من هذه الأشياء بتخزينها أو إعطائها إلى أشخاص آخرين في حاجة إليها.

    3- ضعي الأمور في نصابها الموضوعي، وذلك بأن تتذكري أن كل شخص في الحياة عليه أن يتعامل مع الواقع وتقلباته التي قد لا تكون مرغوبة في كثير من الأحيان، وهذه التقلبات قد تكون الموت أو المرض أو عدم القدرة على الإنجاب ، والتعامل مع الآخرين الذين هم على هذا المستوى من القدرة على رؤية الحياة بآلامها قد يساعد في تقليل الشعور بالوحدة في المعاناة.

    4 – حافظي على صحتك، بأن تحصلي على الكمية المطلوبة من النوم وتأكدي من أنك تتناولين طعامك بالأسلوب الصحي، لأن إهمال حالتك الصحية العامة قد يصعب من قدرتك على تقبل حقيقة عدم الإنجاب.

    5 – تعلمي أكثر حول مراحل الحزن، لأن تقبل فكرة عدم الإنجاب هو أمر مشابه للتعامل مع أية خسارة أخرى كبيرة في الحياة، والتشابه يكمن في ضرورة إدراك حتمية مواجهة الحزن في أشكاله المتعددة، ومعرفة كيفية تراكم الحزن عبر مراحل متعددة يساعد في زيادة القدرة على التعامل معه، ومن بين هذه المراحل التي تمر بها حالة الحزن ما يلي:
    الإنكار. أنتي قد تكونين في حالة عدم تصديق للحقيقة، وعقلك غير راغب في تقبل الواقع المتمثل في عدم قدرتك على الإنجاب.
    اليأس. هذه مرحلة يمكن تحديدها بوضوح من مراحل الحزن، لأنه تصاحبها أعراض عامة من الكآبة والإحباط.
    الندم. أنت قد تبدأين في حالة جلد ذاتك ولوم نفسك على أنك لا تنجبين الأطفال، وهذا قد يأخذك إلى درجة من الشعور بالذنب أنت في غنى عنها ولست في حاجة لها.
    الغضب. الغضب عندما يرتبط بالحزن لا يجب أن يكون بالضرورة موجهًا نحو شخص ما أو شيء بعينه وإنما قد يكون موجهًا نحو الظرف نفسه.
    الخوف. عندما تصلين إلى قناعة واضحة بأنك غير قادرة على الإنجاب فإن هذا قد يخلق داخلك إحساسًا بالقلق أو الخوف وقد يصل إلى الفزع.
    الحزن الجسدي. تتضمّن الأعراض الجسدية الناجمة عن الحزن حدوث أرق، أو تغير في طبيعة الشهية، أو صداع أو آلام غير مبررة في أنحاء الجسد، أو غثيان وإعياء.
    6 احصلي على الدعم العاطفي، حيث إن المساعدة الخارجية مهمة للغاية في تقبل حقيقة عدم القدرة على الإنجاب، وهناك العديد من المجالات التي يمكنك الحصول عبرها على هذه المساعدة مثل:

    أخصائيو الصحة العقلية. المعالجون والمستشارون الذين تشعرون معهم بالراحة، ويمكنك الاعتماد عليهم في حالة شعورك بأنك تواجهين حالة شحن عاطفي زائدة لأحاسيس تسبب لك إزعاجًا.
    مجموعات الدعم. ابحثي على الإنترنت وفي صحفك المحليّة عن مجموعات دعم لأشخاص يعانون مثلك من عدم القدرة على الإنجاب، واعملي على التواصل مع أشخاص آخرين يشاركونك نفس تجربتك لأنهم قد يكونوا مصدرًا مهمًا لتخفيف العبء عنك.
    المجموعات الدينية. اللجوء إلى المسجد أو أية مؤسسة دعوية أو دينية أخرى أمر يساعد في الحصول على المشورة المجانية من قبل أشخاص يتمتعون بالمصداقية والثقة.
    العائلة والأصدقاء. يمكنك أن تعبري عما تشعرين به مع المقربين منك في محيط العائلة والأصدقاء ممن تشعرين بحبهم لك واهتمامهم بشئونك وهذا يمكن أن يساعد في التعامل بشكل صحيح مع الحزن المترتب على عدم القدرة على الإنجاب.