تخطى إلى المحتوى

كيف تكونين مستمعة جيدة؟

    القدرة على الاستماع تعتبر عملية أساسية للغاية في مهارات الاتصال مع الآخرين، والاستماع أمر مختلف عن مجرد السماع، فالاستماع معناه أن تكوني قادرة على السماع بدقة وعناية وأن تتحلي بالصبر وهذا أمر لو تمكنتي من تحقيقه فلن تكوني فقط أكثر نجاحًا في حل مشكلاتك سواء في العمل أو المنزل، وإنما سيجعلك أكثر قدرة على فهم العالم ورؤيته من خلال عيون من حولتك ويزيد من إمكانيتك على التعاطف مع الآخين وكسب تعاطف الآخرين معك.
    والاستماع الجيد مرهون بشكل أساسي بتعلم كيفية قبول ما يقوله الآخر وتفهمه والتعاطف معه أو على الأقل احترام المنطلق الذي يقول من خلاله حديثه سواء كان ذلك المنطلق فكريًا أو عاطفيًا أو واقعيًا، والقدرة على الاستماع الجيد تظهر فائدتها في حالات الخلاف والجدل الشديد، لكنها في الوقت نفسه ميزة لا تتحقق إلا بالكثير من الجهد والرغبة الصادقة.
    عليك أن تضعي نفسك مكان الشخص الذي يحدثك لكي تستطيعي أن تتفهمي وجهة نظره ولا تترددي في محاولة التجاوب معه باعتبار أنك تتفهمين تمامًا دوافعه وأسبابه الداخلية التي قد تقف وراء ما يتضمنه حديثه من مواقف وردود أفعال، وعليك أن تتفادي محاولة الظهور في موقف الأذكى والأكثر قدرة على تفادي الأخطاء وذلك بألا تتوقفي كثيرًا عند دلالات الفشل والإخفاق في حديث الآخر لتبرهني على الكيفية التي كنتي ستتصرفين أنتي بها لو كنتي في مكانه، وتذكري دائمًا أن لك أذنان وفم واحد وهذا يعني أن الأفضل أن تستمعي إليه أكثر مما تعلقين على كلامه.
    احرصي وأنتي تستمعين إلى الآخر على تهيئة المناخ العام المناسب لذلك لتشعريه بأنك مهتمة بشكل كامل بما سيقوله فأعطه كل انتباهك وأغلقي الهواتف المحمولة ومن الأفضل أن ترتبي للذهاب إلى مكان ما تضمنين فيه عدم المقاطعة وبعد ذلك فارقي آراءك الخاصة مؤقتًا لتفتحي قلبك وعقلك لتفهم واحتواء الطرف الآخر والتركيز الكامل فيما يقول.

    حاولي قدر الاستطاعة أن تتوقفي عن الكلام، وهذا أمر يعاني منه الكثير من الناس عندما يريدون أن يكونوا مستعمعين جيدين فهم في أغلب الأحيان لا يقدرون على كبح جماح أفكارهم التي تندفع مع الاستماع للآخر، كما أن الكثيرين يعتقدون أن سرد تجارب مماثلة أثناء الحديث قد يكون نوعًا من التعاطف مع المتحدث لكن المشكلة أن هذا التعاطف المبدأي لا يمكن السيطرة عليه ويمكن أن يؤدي إلى إحياط الطرف الآخر ورغبته في عدم استكمال حديثه.