تخطى إلى المحتوى

الولادة المبكرة وتأخر القدرة على الاستذكار

    كشفت دراسة جديدة أن الأطفال الرضّع الذين يولدون في وقت مبكر عن المواعيد المحددة الطبيعية لولادتهم بنحو أسبوع أو أسبوعين ربما تكون نسبة إصابتهم بحالات من التخلف في الدراسة فيما بعد.

    وأوضح الخبراء المشرفون على الدراسة أنهم غير متأكدين من العلاقة المباشرة بين الولادة المبكرة والتأخر في النشاط الدراسي للطفل، وقالت المسئولة عن الدراسة الباحثة كيمبيرلي نوبل الأستاذ المساعد لطب أطفال في مركز جامعة كولومبيا الطبي: “من الممكن أن يكون هناك شيء ما يتعلق بالبيئة داخل الرحم فيما يتعلق بتطوير إمكانات الدماغ لدى الطفل وتتأثر بشكل غير طبيعي في الشهر الأخير من الحمل وربما تتأثر إمكانات الدماغ بحدوث ولادة مبكرة”.

    وقد تعاملت الدراسة مع بيانات تتعلق بأكثر من 128,000 من حالات الولادة التي تمت في فترة تترواح ما بين 37 إلى 41 أسبوعًا من الحمل وتم التأكد من مواعيد الولادة لكل حالة ومتابعتة مستواها ونشاطها الدراسة فيما بعد لمحاولة التثبت مما إذا كانت هناك تربط بين موعد الولادة والنشاط الدراسي، واتضح أن هناك علاقة قائمة بالفعل بين الأمرين.

    وخلصت الدراسة إلى أنه في حالة الرياضيات وتعلم القراءة فإن أعداد كبيرة من الأطفال الذين جرت ولادتهم بعد 36 إلى 38 أسبوعًا من الحمل اتضح أنهم يعانون من نوع من التأخر في فهم هذه المواد الدراسية مقارنة بنظرائهم الذين جاءت ولادتهم بعد 39 إلى 41 أسبوعًا من الحمل.
    وأشارت نوبل إلى أنه وعلى مدى سنوات، كان الخبراء يدركون أن الأطفال الذين يولدون في مواعيد مبكرة بعد 37 أسبوعًا من الحمل على الأرجح يعانون من صعوبات في الدراسة الأكاديمية، ولكن الدراسة الجديدة أثبتت أن الأطفال الذين يولدون بعد 37 أسبوعًا من الحمل يعانون بنسبة تصل إلى 23 بالمائة أكثر من الأطفال الذين يولدون بعد 41 أسبوعًا فيما يتعلق بضعف القدرة على القراءة، بينما الأطفال الذين يولدون بعد 38 أسبوعًا تكون نسبة الضعف عندهم في القراءة في حدود 13 بالمائة.

    وأوضحت الدراسة الجديدة أن الأطفال الذين يولدون بعد 37 أسبوعًا من الحمل يعانون بنسبة تصل إلى 19 بالمائة أكثر من الأطفال الذين يولدون بعد 41 أسبوعًا فيما يتعلق بدراسة الرياضيات على القراءة، بينما الأطفال الذين يولدون بعد 38 أسبوعًا تكون نسبة الضعف عندهم في الريضايات في حدود 11 بالمائة.

    وتقول الباحثة نوبل: “نحن نعرف أنه أثناء الأسابيع النهائية من الحمل، ينمو الدماغ بسرعة وهناك زيادة في الإنزيمات والمواد التي يتم إفرازها لاكتمال عملية النمو، وفي حالة الولادة المبكرة تتأثر عملية النمو بشكل واضح مما يضعف قدرة الدماغ على الاستذكار”.