تخطى إلى المحتوى

الإرضاع الطبيعي لحماية طفلك من المخاطر

    لايزال الإرضاع الطبيعي من أكثر السبل فعالية لضمان صحة الطفل كما أن الممارسات المثلى في هذا المجال تساهم مع التغذية التكميلية في الوقاية من سوء التغذية وبالتالي إنقاذ روح ما يزيد على مليون طفل سنويًا، وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية.

    وتقول الدكتورة نسرين مصطفى اختصاصية التمريض والتوليد وآمراض النساء: “منظمة الصحة العالمية واليونيسيف توصيان بالإقتصار على الإرضاع الطبيعي من الولادة حتى عمر ستة اشهر واستمرار الإرضاع الطبيعي مع الأطعمة التكميلية الكافية حتى عمر سنتين”.

    وأضافت الدكتورة مصطفى: “غالبية الأمهات حول العالم يعطين طفالهن التغذية البديلة قبل عمر ستة أشهر ويوقف العديد منهن الإرضاع الطبيعي قبل بلوغ الطفل عمر سنتين بوقت طويل والأسباب الشائعة لذلك هي اعتقادهن أنهن لا يملكن ما يكفي من حليب الثدي أو لديهن صعوبات تعيق عملية الإرضاع الطبيعي كعمل الأم خارج المنزل وعدم قدرتها على الجمع بين الإرضاع واستمرارها بوظيفتها او بسبب عدم وجود من يساعدها ويعطيها الدعم والتثقيف الصحي اللازم”.

    وأشارت إلى أهمية التثقيف الصحي للأم المرضع ودوره في نجاح الإرضاع الطبيعي لاسيما أنها اكتشفت نقصًا واضحًا في معرفة وأداء السيدات فيما يخص تقنية الإرضاع الطبيعي من خلال دراسة قامت بها لتقييم أداء الأمهات حول تقنية الإرضاع الطبيعي قبل وبعد برنامج التثقيف الصحي وشملت أكثر من مئة أم وأجريت في عدة مستشفيات ومراكز صحية.

    وعن فوائد حليب الثدي قالت الدكتورة نسرين: “منافعه المناعية فريدة من نوعها حيث يحوي على الجلوبولين المناعي “أ” وهو ذو أهمية كبرى وأهميته موجودة في التراكيز العالية خاصة في اللبأ المفرز خلال الأيام الأولى بعد الولادة والجلوبولين المناعي “أ” يعمل عن طريق منع انضمام الجرثومة على سطح الخلايا الظهارية في الأمعاء والجهاز التنفسي العلوي .

    وأضافت: “لبن الأم يحتوي على كل من الخلايا اللمفية “ت” و”ب” وآليات أخرى تساعد الوليد للإستفادة من مناعة الأم كذلك الأمر يحتوي حليب الأم على الأحماض الأمينية الأساسية وسلسلة طويلة من الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة التي ليست موجودة في الحليب الحيواني والتي قد تكون ذات أهمية كبيرة بالنسبة لنمو المخ” .

    وأوضحت الدكتورة نسرين أن الرضاعة الطبيعية ذات فائدة في تقوية العلاقة النفسية بين الأم وابنها كما تتحسن بشكل كبير العديد من المشاكل الصحية للمواليد الجدد باتباع الإرضاع الطبيعي مثل انخفاض حرارة الجسم ونقص السكر في الدم مبينة ان الأطفال الذين يتنالون حليب الأم يعانون من نوبات إسهال وإلتهابات في الجهاز التنفسي بمعدل ربع ما يعانيه الأطفال الذين يعتمدون على الحليب الصناعي.

    وللإرضاع الطبيعي العديد من الفوائد الصحية الهامة للأم حيث يسبب الإرضاع الطبيعي بعد الولادة مباشرة تحرير هورمون الأوكسيتوسين والذي يساعد على تخفيف نسبة حدوث النزيف بعد الولادة وذلك عن طريق الحفاظ على تقلص الرحم جيدوالعودة بسرعة أكبر إلى حجمه ما قبل الحمل.