تخطى إلى المحتوى

احمي أطفالك من أمراض الصيف الخطيرة

    في فصل الصيف تزاداد أمراض الأطفال وخاصة تلك المتعلقة بالجهاز الهضمي كالاسهال والانتان المعوي بشكليه الفيروسي والجرثومي وغيرها من الأمراض الا ان هذين المرضين يعدان الأكثر انتشارا بين الأطفال لما لفصل الصيف من خصوصية تتعلق بنوعية الأغذية المتناولة ومصادرها المتعددة وطرق التخزين ومصادر مياه الشرب وفي الوقت نفسه الاهمال وعدم الاعتناء بالنظافة العامة والشخصية ما يتسبب بارتفاع نسب الاصابة بالاسهال والانتانات المعوية باشكالها المتعددة.

    وتستقبل المشافي العامة والمتخصصة وعيادات الأطفال عشرات الحالات يوميا من الاصابات حيث تترواح أعمار الأطفال مابين الأشهر وحتى سن الثالثة عشرة.

    ويقول الدكتور ياسر العمور ان فصل الصيف يمتاز بارتفاع استهلاك الأطفال لعدد من المنتجات كالبوظة والعصائر والحليب متعدد النكهات والشيبس والفواكه الصيفية كالمشمش والدراق والخوخ والكرز والبطيخ الأحمر وأصناف اخرى إضافة إلى غنى هذا الفصل بالخضار التي تزرع في مناطق متنوعة من محافظة درعا وغيرها مشيرا إلى ان استهلاك الطفل لهذه المنتجات ليس هو المشكلة بل في المقادير المستهلكة وفي نوعية ما يتناوله ومصدره والاهم من ذلك النظافة وطرق التخزين.

    ويرى العمور ان بعض المنتجات كالبوظة والحليب متعدد النكهات تتطلب عناية كبيرة بالنظافة اثناء عملية التصنيع ومراقبة مستمرة كما تتطلب تخزينا في شروط محددة فالحليب بشكل عام له مدة صلاحية محددة ويفسد اذا لم يحفظ في درجة حرارة معينة تبدا عند 8 درجات مئوية وتنتهي عند 25 درجة مئوية لكن الملاحظ ان معظم المحال التجارية التي تبيع هذه المنتجات لا تحفظها في هذه الشروط وانما يتم حفظها في مستودعات تخزين قد تصل فيها درجات الحرارة إلى أكثر من 35 درجة وبالتالي تتعرض المادة للتلف رغم انها ما زالت ضمن مدة الصلاحية المحددة وعند تناول الأطفال لهذه المنتجات يتعرضون للاصابة بالانتانات والاسهالات بمستويات متعددة والامر ينسحب على منتجات اخرى من المفترض ان تخضع لرقابة شديدة أثناء التصنيع والتخزين مع ضرورة الانتباه إلى مدة الصلاحية.

    ويضيف الطبيب أن الفواكه الصيفية تعد سببا اخر لاصابة الأطفال بالانتان المعوي والاسهال اذ غالبا ما يتم رش هذه الفواكه بالمبيدات الحشرية لحمايتها من الأمراض وبعضها يضاف له الهرمونات مايتطلب من الام العناية بنظافتها بغسلها جيدا بالماء النقي قبل تناولها والتاكد من مصادرها واتلافها في حال لاحظت عليها اي مظهر غير مالوف ككبر حجم الفاكهة أكثر من الطبيعي او وجود تليفات داخلها او الشعور بطعم غير مقبول.

    وأوضح ان بعض أنواع الخضار تزرع في مناطق مصبات لمياه الصرف الصحي وهذه تعد خطرة اذ من الممكن ان تعرض الأطفال بشكل خاص والكبار عامة للاصابة بانتانات معوية شديدة قد تودي بحياتهم لذلك على الأسرة ان تكون حذرة في شراء هذه الخضار والتاكد من مصادرها.

    وأشار إلى احتمال ان يتعرف الانسان بشكل أولي على الخضار من رائحتها فاذا كانت الرائحة سيئة فعليه عدم شراء هذه الخضار وقد يكون الطعم في احيان اخرى هو الدليل اذ ان اي تغير في طعم الخضار ينبئ بضرورة اتلافها والابتعاد عن تناولها كما انه من الواجب الاعتناء بنظافتها بشكل جيد بتعقيمها ببرمنغات الصوديوم لمدة ساعة ومن ثم غسلها بالماء النقي اذ تعمل هذه المادة على تعقيم الخضار.

    ويبين العمور ان النظافة الشخصية للطفل جزء مهم من مسالة الوقاية من أمراض الصيف فعلى الام ان تعود اطفالها على غسل اليدين بعد اللعب خارج المنزل وكذلك غسلهما جيدا بالصابون بعد الخروج من الحمام وقبل الطعام وبعده وعدم تناول الاطعمة المكشوفة اوتلك المعرضة لاشعة الشمس المباشرة كالشيبس وعدم استخدام ادوات الغير من ملاعق وأطباق اوتناول الأطعمة مع أطفال اخرين في طبق واحد كذلك التقليل ما امكن من تناول العصائر والبوظة.

    ويشرح العمور ان هناك نوعين من الانتان المعوي هما الجرثومي والفيروسي كما يصنف الاسهال عند الأطفال في ثلاثة اشكال خفيف ومتوسط وشديد مؤكدا ضرورة العناية باعطاء الطفل في حال الانتان الفيروسي محاليل الاماهة عن طريق الفم وتقديم المعالجة العرضية واعطاء خافضات الحرارة عند ارتفاع الحرارة مع التنبه لبعض الأخطاء الشائعة كاعطاء الطفل المضادات الحيوية اذ ان للفيروس فترة حضانة مابين 3 إلى 7 أيام يموت بعدها بشكل تلقائي.

    وبحسب العمور قد يحتاج الطفل إلى السوائل عن طريق الوريد مع تعويض للشوارد بعد اجراء الفحوصات المخبرية اللازمة في حال كان عاجزا عن تناول السوائل عن طريق الفم لافتا إلى ان الاسهال الشديد يحتاج الى معالجة فورية خلافا للخفيف والمتوسط الذي من الممكن ايقافه عن طريق الحمية الغذائية المناسبة وبعض المعالجات السريعة.