تخطى إلى المحتوى

تشكيلة جذابة من السجاجيد الهندية

    السجاجيد على الطرز الهندية تتميز بالأصالة والعراقية والجاذبية الجمالية في الوقت نفسه، وقد كانت السجاجيد الهندية في القرنين العاشر والحادي عشر بعد الهجرة متأثرة بزخارف السجاجيد الايرانية والوانها وكان الصناع في الهند يعنون بتقليد السجاد الايراني ذي الزخرفة المؤلفة من الرسوم النباتية ورسوم الازهار وفي المتاحف والمجموعات الفنية امثلة من منتجات الهند في هذا المجال، وقد تحسب خطأً بين السجاجيد الايرانية ولكنها تمتاز بلون برتقالي لا تعرفه صناعة‌ ايران وبلون بني مائل الحمرة، وكثيراً ما تعرف تلك السجاجيد الهندية بأسم السجاجيد الهندية الايرانية.

    ولكن الصناع الهنود استطاعوا ان يستقلوا بعد ذلك عن تلك التأثيرات الايرانية واتجهوا الى رسم الصور الادمية والطيور والحيوانات والازهار في منتجاتهم ولكنهم لم يفقدوا كل الصلة بالاساليب الفنية الايرانية ومثال ذلك ما نراه في احدى السجادات التي وصلت الى العصر الحاضر، فان في ساحتها مناظر غير متصلة تضم مناظر من قصص هندي ورسوم حيوانات وطيور ولكن رسوم الاطار ما تزال تحتفظ ببعض الموضوعات الزخرفية التي عرفت في السجاد والمنسوجات من العصر الصفوي.

    ومهما يكن فان السجاجيد الهندية تتسم بأن رسومها اقرب الى محاكاة الطبيعة وبأن المناظر الطبيعية والعمائر فيها تشبه ما عليه الصور الهندية من اتباع بعض اصول الرسم وقواعده في الحال الحاضر، ويلاحظ في السجاجيد الهندية المصنوعة من الصوف في عصر جهان شاه ان ويرها من الدقة بحيث تبدو وكأنها حرير، اما السجاجيد الحريرية فكانت ايضاً معروفة في الهند، وكان نزجها دقيق وعقدها متلاصقة بحيث تبدو كأنها مصنوعة من المخمل، وحسبنا ان احدى هذه السجاجيد الهندية ‌الحريرية يقال ان بها 2552 عقدة في البوصة المربعة الواحدة.