تخطى إلى المحتوى

ديكورات الزجاج المحفور

    عرف الإنسان الزجاج واستخدمه منذ فجر التاريخ، فقد وجدت أدوات كثيرة مصنوعة من الزجاج الطبيعي في أماكن متفرقة من العالم. كما أشارت الكثير من البرديات إلى أن المصريين القدامى هم أول من صنعوا الزجاج، حيث وجدت في مقابرهم آثار قديمة تشير إلى استعمالهم له قبل الميلاد بنحو أربعة آلاف عام.

    اليوم وتماشيا مع العصر الحديث، أصبح من الممكن الحفر على الزجاج ليتحول هذا السطح الشفاف الأملس إلى لوحة رائعة برسومات وزخارف متقنة.

    يقول أستاذ الفنون التطبيقية في مصر، الدكتور محمد جمال: «يعتبر تشكيل وتطويع الزجاج من الحرف العريقة التي برع فيها الفنان منذ القدم معتمدا على بعض الأدوات والألوان، وقد شهدت هذه الصناعة تطورا كبيرا وملحوظا في العصر الإسلامي، لا سيما في مصر وبلاد الشام وبعض دول المغرب العربي. وبرزت الزخرفة الإسلامية والحفر على سطح المرايا والقوارير لتزيدها قيمة وجمالا، ثم أدخلت عليها حديثا تقنيات حديثة كأشكال بديلة للنقوش الإسلامية، مما جعلها ترتبط ارتباطا وثيقا مع منتجات الديكور والإكسسوارات».

    * ديكورات المنازل:

    يبين د. جمال أن ديكورات الزجاج المحفور من القطع الفنية التي يمكن الاستفادة منها لخلق شعور بالراحة النفسية بمجرد أن تقع عيناه عليها، فهي موضة تحمل في طياتها الكثير من عناصر الأناقة والإبداع معا، لكن مع الحرص على ضرورة اختيار أماكن استخدام قطع الزجاج المحفورة، كالتالي:

    – من يريد أن يشم عبق التاريخ في منزله يمكنه وضع المرايا في غرف استقبال الضيوف، واقتناء قطع للاستعمال في غرف الطعام، والحمامات، وزجاج الطاولات في غرف الاستقبال.

    – تمتد الديكورات لتشمل أطباق الإضاءة، فالحفر عليها يعطي لمسة من الفنية، خاصة إذا تم تطعيمها بالفضة.

    – يفضل أن تكون ديكورات الزجاج المحفور الموجودة في الأماكن المعرضة للشمس غير ملونة، حتى لا تغير لونها بعد فترة.

    * ديكورات الأماكن العامة:

    بالإضافة إلى المنازل أصبحت ديكورات الزجاج المحفور سمة مميزة للكثير من الأماكن العامة:

    – فهي تستخدم هذه الديكورات في الفنادق، والمطاعم، والمكاتب والأبنية الحكومية الهامة، وقد انتشر استخدامها في هذه الأماكن في الآونة الأخيرة لما تعطيه من إحساس بالرقي والتميز.

    – يمكن أن تستخدم ديكورات الزجاج المحفور على النوافذ كبرواز فقط، أو رسم لوحة فنية تعبر عن شخصية المكان، وأيضا في أسقف هذه الأماكن، وعندما يكون الديكور مصمما بشكل توجد فيه نوافذ في السقف يطلق عليها «شمسية».

    – أيضا ممكن استخدام ديكورات الزجاج المحفور على الأبواب التي تستخدم فواصل في المكاتب، أو بإضافتها إلى الفواصل الخشبية (البرافانات).

    – هناك من يحول رقعة من الأرض لكي تضم لوحا من الزجاج المحفور يداس بالأقدام، وفي هذه الحالة لا يتأثر لأنه يكون معالجا بطريقة تجعله غير قابل للكسر.

    * طرق الحفر:

    لأن الحفر على الزجاج يمكن أن يسهل من كسره بسبب استخدام الآلات الحادة والصلبة، يؤكد أستاذ الفنون التطبيقية أن «الزجاج من المواد سهلة الكسر، ولذلك يجب الحرص عند التعامل معه على اتباع الكثير من التعليمات، حتى لا يخسر الفنان قطعته في آخر مرحلة». ويشرح أن طرق الحفر على الزجاج كثيرة ومتنوعة بين ما هو عميق وما هو خفيف وسطحي.

    كما يشير إلى تنوع الطرق التي تستخدم في حفره قائلا: «أولها يتم باختيار لوح من الزجاج البلوري سمكه 4 سم، يوضع تحته الرسم المراد حفره وبواسطة آلة محددة يوضع الرمل ويضخ الهواء مع الآلة الحادة لحفر البلور، وعندما يدخل الرمل في عملية حفر الزجاج يطلق على هذه العملية ضرب الرمل».

    يتابع: «وهناك طريقة أخرى تكون بوضع بعض الأحماض الكيماوية في المواقع المحددة، فيبدأ الزجاج بالتشقق ثم ينظف بريشة ناعمة وآلة حادة ودقيقة، وتملأ الفراغات بقطع بلاستيكية مع وضع الألوان المناسبة. وهذه تتنوع ما بين باردة الصنع أو حرارية (مواد مؤكسدة)، ثم يتم إدخال اللوح المحفور إلى الفرن، حيث يتحول اللوح إلى قطعة فنية جميلة. كما أن هناك الحفر بواسطة ماكينات الليزر الحديثة، والحفر باستخدام ألوان الزيت، مع الوضع في الاعتبار أن الشكل النهائي للتصميم يعتمد على جودة الزجاج ومهارات الفنان وأيضا جودة المواد المستخدمة».

    * تنظيف الزجاج المحفور:

    يلفت أستاذ الفنون التطبيقية إلى ضرورة عدم إغفال طرق التنظيف والصيانة حتى لا يكون جمال قطع الزجاج المحفورة تعجيزيا، بحيث لا نستطيع التعامل معه أو لمسه أو تنظيفه. فحتى لا يفقد جماله وقيمته، علينا أن نقوم من وقت لآخر بنفض الغبار عنه، برشه ببعض مواد التنظيف التي تحتوي على كحول «سبرتو طبي» أو خل أبيض ليذيب أي مواد عالقة في ثنايا الرسومات المحفورة، وتجفف بعد هذا بقطعة من القماش القطني. تجدر الإشارة إلى أن كونه محفورا يجعله أكثر عرضة للغبار والأتربة من غيره، وبالتالي فإن تلميعه بالمنظفات العادية لا يكفي، ويجب الحرص عندما يكون ملونا ألا نترك المنظف فترة طولية عليه حتى لا يتأثر.

    أما الديكورات التي تتعرض للشمس وللإضاءة، فبعد فترة من الزمن نلاحظ أن الألوان المستخدمة فيها تفقد توهجها، لهذا يجب أن تخضع إلى صيانة دورية من قبل أحد المتخصصين حتى يعيد اللون إلى حالته الأولى.