تخطى إلى المحتوى

شراهة الأطفال.. الأسباب والعلاج

    تعاني كثير من الأمهات من شراهة أطفالهن، وإفراطهن في تناول الطعام.. وقد يرجع الأمر إلى أسباب نفسية وتعود وليس إلى أسباب بيولوجية، ومنها:

    1-   قد يرغب في أن يجعلك سعيدة

    للأسف تبادر معظم الأمهات بإظهار سعادتهن لأطفالهن عندما يتمكنون من التهام كل ما في الطبق من طعام، وبالتالي يرتبط في ذهن الطفل مفهوم سعادة الأم بتناوله للطعام، ومن هنا يستمر في طلب الطعام إذا وجد أن الأم يائسة أو حزينة ظناً منه أن ذلك سيسبب لها الارتياح.

    2-   قد يرغب في جذب انتباهك

    أحياناً يطلب الطفل الطعام كوسيلة ليجذب انتباه الأهل، فبعد إصراره على الحصول على كوب من الحليب بالشوكولاتة تجدينه لا يشربه بنهم وقد يبكي بعدها، في هذه الحالة الطفل يحاول أن يجذب انتباهك للحصول على العاطفة، هنا عليك الانتباه والإصغاء إليه فقد يكون يشعر بالقلق والوحدة أو يعاني من أمر ما.

    3-   التأثر بسلوكيات من حوله

    يرى الطفل والديه يستمتعان بعطلة الأسبوع من خلال التمتع بوجبات دسمة وغنية وذلك في المنزل أو بالذهاب إلى مطاعم الوجبات السريعة، وقد يجد في المنزل دائماً أغذية غير صحية كالمقرمشات والشوكولا والبسكويت يتناولها والديه باستمرار عند الشعور بالملل، عند تكرار الأمر يصبح الطعام الدسم وبكميات كبيرة هو مترادف السعادة لديه، ومما لاشك فيه انه يتأثر بسلوكيات أقرانه الذين يهرعون لتناول الوجبات السريعة بعد المدرسة أو في العطلات.

    لا يمكنك إثناء الطفل عن تناول الطعام غير الصحي في حالة انك لا تقومين بتبني أنظمة صحية، فلا يرى والدته تستخدم الخضراوات الصحية كوجبة خفيفة أو تتناول إفطاراً متوازنا أو غير ذلك من العادات الصحية، هذه العادات يجب تعويد الطفل عليها حتى لا يعاني من صعوبة التخلص من عاداته السيئة في البلوغ، وكذلك لضمان نمو صحي لجسده بعيداً عن الدهون والسعرات الحرارية الفارغة.

    4-   مشكلة نفسية

    قد تكون الشراهة المرضية المستمرة بدون أسباب واضحة من علامات تعرض الطفل لمشكلة نفسية لا يمكنه التعبير عنها، فيقوم بالتنفيس من خلال تناول الكثير من الطعام بحثاً عن الارتياح والسعادة ولإبعاد القلق والاضطراب.

    ولعلاج هذا الأمر اتبعي الآتي:

    1- تبني نظام صحي لتشجيع الطفل على تقليدك، لا تحفظي في خزانة المطبخ بأصناف الطعام الضارة كالسكاكر والبسكويت، وتبني خطة صحية كممارسة التمارين والمشي واجعليه يشارك في روتينك الرياضي ليعتاد على نمط الحياة الصحي.

    2- تعرفي إلى ما يناسب طفلك من نظام غذائي وفقا إلى طوله ووزنه وباستشارة الطبيب يمكنك تحديد النظام المناسب لحالته بحيث لا يتعرض جسده للضرر في حالة معاناته من وزن زائد.

    3- كوني قدوة لطفلك في سلوكيات الطعام، فالغذاء ليس وسيلة للتنفيس فهو وسيلة للحفاظ على أجسامنا وعلى نمونا، لا تدعيه يراك تقومين بالنقرشة في حالات التوتر أو أثناء متابعة التلفزيون ولا تتناولي الطعام أمامه في وقت متأخر ليلاً، ويجب تعويده على انتقاء الأغذية النقية الصحية فهو لا يمكنه التمييز بين ما يجب وما لا يجب أكله

    4-قومي بتعويده على تناول الطعام بهدوء بعيدا عن التوتر والتلفزيون وكل ما يسبب التشتت، بحيث ينتبه إلى إشارات الدماغ في حالة الشعور بالشبع، احرصي على أن يتناول الطعام على مائدة الطعام في جو هادئ، ولا تمنحيه الطعام في غرفته أو أمام التلفزيون أو أثناء اللعب.

    5-تجنبي تعنيف الطفل على سلوكه الغذائي، وخصوصاً أمام الآخرين، فذلك يمنحه صورة سلبية عن الذات وقد يدفعه إلى المزيد من الإفراط في الطعام، تحلي بالصبر وشجعيه كلما تناول طعاماً صحياً، واصطحبيه للنزهات أو القراءة لتنفيس التوتر بدلاً من الاتجاه إلى الطعام.