تخطى إلى المحتوى

نحو تربية أفضل وتنشئة امثل

    إن التربية السليمة تنشأ فيما يستوعبه الإبن من والديه ويكتسبه
    فيكون صلاح دينه وسلوكه وأفعاله، وفساد عقيدته و أخلاقه ومعاملاته
    (فأبواه يهودانه وينصرانه) فهم القدوة والأسوة ..
    لعل كل مسلم يُدرك عظم المسئولية الملقاة على عاتقه
    لتربية النشيء وتقويم سلوكهم على منهج الكتاب والسنة أتباعا وتأسيا.
    فكثير من يُصلح البناء في مقتبل العمر، و يُهمله ويغفل عنه في زهور الشباب..
    مقتصرا على تحقيق الرغبات ،ودعم الماديات موقن بنفسه أنه أصلح الأساس
    فلن يتأثر بالدساس في عمر الإدراك والإحساس..! أمر أنتهجه كثير من أولياء الأمور غفلة وجهلا
    بعظم التأثير الخارجي لهم بتلك المرحلة من العمر ..
    ليحق فيهم القول:شيدو البناء ،ونقضوا ماشيدوه ..
    لنجد الغزو الفكري يتسلل الى منازل الكثير ليهدم فيها الكثير..
    فمن فضائيات هابطة ،الى أجهزة مدمرة وبغفلة من والدين أو لعله
    برضى منهم و رغبة ,,دون متابعة ،أو مراقبة لما تتضمنه تلك الأجهزة من دساس..!
    لتُجني حصاد تلك الأجهزة أثر واضح جلي على سلوك الأبناء وأقوالهم ولربما كان في مستقبلا
    على عقولهم ومداركهم فبداية تقليد دون إدراك، ونهاية أدراك يتعقبه انبهار و من ثم أعجاب فينتج
    تبعية و تقليد..
    تغزوا منازلنا تقنية حديثة وجدت إقبال شديد من الأبناء
    لحد الفرط والتفريط في أداء الصلوات ،وتحقيق العبادات
    منها الفضائيات الهابطة بإنواعها
    ومنها أجهزة ترفيهية ما يعرف بمسمى ا لبلاي ستشين أو مسمى سوني تو او ثري،
    والأكس بوكس
    أجهزة متنوعة ،والهدف والغاية منها واحد خُطط له من عدو ليدس السم بالعسل
    ليُسقيه العقول الفتية اليافعة لغرس السموم الفكرية فيهم كما وكيفا ليصلوا الى
    مآربهم دون سلاح وكفاح. ..!!
    بحجة الترفيه وقضاء الوقت والمتعة وغُفل جانب (وعن عمره فيما أبلاه)
    في النفوس ليستشعروا أهمية الوقت وعظم ما يُفرطون فيه والتوجيه السليم لاستغلاله..
    حقيقة تلك الأجهزة باتت بيد جميع النشىء على أختلا ف نوعيه الذكر منه والإناث..
    مرتع خصب لدس فيهم وحل الشُبه حينما يُفعّل فيهم روح الولاء لأعداء الأمة
    بتقمس لشخصياتهم ضد أخوان لنا مسلمين في حرب ضروس يُحارب فيها ذلك الأبن
    أبناء الأمة الإسلامية بفخر ونشوة عارمة بين صراخ النصر عليهم، وهُتافات الإنتقام
    اليس هذا خلل في العقيدة من حيث الولاء لهم والبراءة من أخوانهم .!
    ومن ثم مستقبلا تبعية وتقليد..
    ومن ناحية أخرى حينما يتجسد بتلك الأشرطة مايُثير فيهم الشهوات من خلال
    علاقات جنسية باطلة ومحرمة يستعرضها ذلك الشريط دون حدود وقيود
    لينتكس أثرها فعّالا على قلوبهم ونفوسهم لتتفجر فيهم شهوات
    يبحثوا عن مرتع خصب لتفريغها فيحدث مايُخشى عقباه فتكون العواقب
    وخيمة فيقعوا تحت براثن الشهوات..!!
    ألا يستدرك كثير من الأباء والأمهات عظيم الشرر لما يقدموه لفلذات الأكباد
    بغية الإشباع المادي لهم والرغبات ، على حساب العقيدة والأخلاقيات..
    وبالطبع غفلة منهم دون إدراك لما يكون بين أيدي أبنائهم فهدفهم
    إشغال الأبناء عن الضوضاء والمشاجرات، أو إبعادهم عن صحبة سيئة ومفسدات
    لينقلونهم من سوء الى أسوء وذلك بغياب الرقابة عما بأيديهم
    من أشرطة وما تتضمنه من فائدة أو انعدام إفادة ..
    ليس مرادي هنا هو الانغلاق الفكري الذي يُنعت به كل من أراد التوجيه
    لاشك إن الترفيه تطلبه النفس البشرية ولكن لكل أمر ضوابط وحدود..!