تخطى إلى المحتوى

ماما.. كيف أتيت؟!

    يحظر في أذهان الأطفال دائماً أسئلة عفوية، منها المضحك ومنها المحرج، وقد تكون الإجابة على هذه التساؤلات غير صحيحة، إذ أنها قد تترك آثاراً بالغة السلبية على نفسيته، وتؤثر على نموّه، ونضجه النفسيين فيفقد الطفل ثقته بك، لذا احرصي دائماً على تزويده بأدق المعلومات وبالوسيلة الأفضل والأسلم.

    – هل عليك إخباره قبل أن يسأل؟
    ليس من الضروري أن تطلعي ابنك على هذا الأمر قبل سن السنتين أو الثلاث سنوات. أما في عمر الأربع سنوات، وحتى لو لم يتطرق إلأى هذا الموضوع بادري إلى إخباره بكيفية قدوم الطفل إلى العائلة وبطريقة بسيطة جداً.

    – ما الذي يجب أن يقال له تحديداً؟
    بين عمر الأربع والست سنوات يعيش الطفل في علام خاص به، فبنظرة الأم هي وحدها التي تصنع الأولاد, ومن غير المجدي أن تشرحي له غير ذلك، فهو لن يقتنع، وجل ما يتمناه في هذا العمر، وقبل كل شيء أن تطمئنيه، فهو بحاجة إلى أن يسمعك تقولين إن الطفل يولد نتيجة حب كبير بين الأهل، وأن كل واحد منهم له دور في ذلك.

    ويمكنك أن تشرحي له ذلك بطريقة ذكية، كأن تقولي مثلاً: ” بأن والدك وضع لي قمحةً في بطني”. هو لن يعمد إلى طرح أسئلة محرجة، ولن يتطرق إلى مواضيع حساسة.

    ولكن، ابتداءً من عمر الست سنوات، يبدأ بالتمييز بين الجنسين، لذا يمكنك اعطاؤه بعض التحديدات التشريحية، ولكن، إياك أن تستخدمي في حديثك بعض الكلمات المستعارة والمبتلة والمثيرة للسخرية، بل اشرحي له كل شيء، بوضوح ” عن العضوين الأنثوي والذكريس”. يجب على الطفل أن يشعر بالحب المتبادل بين أبويه.

    – هل من الضروري أن تجيبي على أسئلته؟
    الإجابة على أسئلته أمر لا مفر منه مهما كان عمره، وإياك أن تحاولي إيهامه بأنك لم تسمعيه، أو أن تقولي له “مازلت صغيراً جداً لكي تفهم” أو “نحن لا نتكلّم عن هذه الأشياء في المنزل” .

    فأنت تخاطرين، ليس فقط باشعاره بالذنب والقاء اللوم على نفسه، بل بجعله يعتبر الجنس من المحرمات. وعلى العكس من ذلك عليك أن تعززي ثقته بنفسه من خلال إظهار مدى الصوابية في رغبته في معرفة قصة ولادته.

    ولكن قبل أن تغوصي في تفسيرات طويلة اسأليه بكل بساطة: “وأنت، هل تعلم كيفة يأتي الأولاد؟”. فهذا سيجعلك قادرة على تحديد أسئلته بشكل أفضل.

    – وماذا لو سأل كيف يخرج الطفل؟
    اشرحي له بكل بساطة أن بعد بقائه مدة تسعة أشهر في مكان حار داخل بطن والدته، يصبح قادراً وجاهزاً للخروج، فيطرق الباب ويتحضر الأبوين لاستقبال الضيف الجديد.

    وهنا يأتي دور الطبيب الذي يساعد الطفل على الخروج، وركزي كثيراً السعادة والهناء اللذين يصاحبان ولادة الطفل الجديد.

    – ماذا تقولين له عندما يمنعكما من تقبيل بعضكما؟
    في حال لاحظت تغليقاته المستمرة على هذا الموضوع: “هذا مقرف “أو “آه انهما يحبان بعضهما”، فهذا يعني انه يطرح اسئلة متعلقة بالحياة الجنسية الخاصة بكما.

    فهو شاهد على حركاتكما الناعمة واللطيفة، وسيشعر بأنه مستبعد، لذا حافظي دوماً على ابتسامتك، وقولي له ان ذلك ليس عيباً، بل شيئ جميل ومفرح بين الأهل الذين يعيشون بمحبة مع بعضهم.

    ومع ذلك، ولكي تخففي غيرته، خصصي له حيزاً من الوقت لتهتمي به أكثر، ولتجيبي على مجمل اسئلته.

    الوسوم: