تخطى إلى المحتوى

كي تجتازي فترة حملك براحة و سلامة

    أبلغك الطبيب أنك حامل وسوف تغمرين قريباً طفلك بذراعيك. لكن الجنين داخل بطنك يحتاج أيضاً إلى العناية والاهتمام لكي يجتاز فترة الأشهر التسعة من الحمل براحة وسلامة. لا بد إذاً من اتخاذ بعض القرارات الحاسمة التي تحمي جنينك من الأخطار…

    1- الإقلاع عن التدخين
    قبل أعوام قليلة، كان الأطباء يوافقون على تدخين المرأة الحامل لأربع أو خمس سجائر كل يوم. إلا أن التسامح توقف هذه الأيام، إذ بات مؤكداً أن بضعة سجائر كافية لتسميم جسم المرأة وجنينها، خصوصاً في حال «مجّ» السيجارة بقوة أثناء التدخين وابتلاع معظم التبغ. ففي هذه الحالة، يعاني الجنين من نقص في الأوكسيجين، فيما يزيد التبغ من مخاطر الولادة المبكرة، والحمل خارج الرحم، وتأخر نمو الجنين داخل الرحم… والمؤسف أن التدخين السلبي يؤدي إلى الأضرار نفسها. إنها إذاً أسباب جيدة ومنطقية للإقلاع فوراً عن التدخين.

    2- تناول السمك
    بات معروفاً أن السمك هو مصدر ممتاز للحديد والبروتينات، وهو جزء أساسي من الغذاء المتوازن. والسمك الدهني، مثل السردين أو السلمون، غني بأحماض أوميغا 3 الضرورية للدماغ والنظر عند الجنين، وبالفيتامين D (احتياطات المرأة في نهاية فترة الحمل تصبح احتياطات الجنين). تناولي السمك الطازج أو المجلد مرتين على الأقل كل أسبوع، واحذري الأنواع المشتملة على مستويات عالية من الزئبق لأن الزئبق مؤذٍ للجنين.

    3- لا للمداواة الذاتية
    حتى لو أردت معالجة زكام بسيط، لا تتناولي الدواء من تلقاء نفسك من دون استشارة الطبيب أولاً. فالأدوية الأكثر تفاهة قد تكون بالغة الخطورة على صحتك وصحة جنينك. بالفعل، يوصي الأطباء بالامتناع عن تناول الأسبيرين، وكل مضادات الالتهاب الأخرى غير الستريودية، أثناء فترة الحمل. فالجرعة التي تتجاوز 300 ملغ في اليوم تؤدي إلى خلل في تخثر الدم، ولاسيما على مستوى المشيمة، ما يولد خطر حدوث نزيف عند الجنين. صحيح أن هذه الحالات نادرة، لكنها ممكنة! أما الباراسيتامول فلا يكشف عن أي خطر.

    لكن انتبهي إلى الأدوية المزيلة لاحتقان الأنف التي تعمل على توسيع الشرايين. فعند استعمال هذه الأدوية، تنقبض الشرايين الدموية وتتضاءل فاعلية التبادلات المشيمية بين الأم وجنينها. لذا، ينصح دوماً باستشارة الطبيب لأنه الوحيد القادر على وصف الأدوية الملائمة وغير المؤذية لصحة الجنين.

    4- تناول الفيتامين B9
    خلال فترة الحمل، توصى كل امرأة بتناول مكملات الفولات (حمض الفوليك أو الفيتامين B9). فالنقص في الفيتامين B9 يمكن أن يحول دون انغلاق الأنبوب العصبي الشوكي- الخلايا التي تكوّن الجهاز العصبي للجنين. في هذه الحالة، تحصل تشوهات خطيرة في العمود الفقري أو الجمجمة أو الدماغ. وفي الوقت الحاضر، ينصح الأطباء كل امرأة تنوي الحمل بعد فترة وجيزة بالشروع فوراً في تناول مكملات الفيتامين B9 والاستمرار في تناولها حتى نهاية الشهر الثاني من الحمل. كما ينصح الأطباء بتناول مكملات الفيتامين D حتى الشهر السابع من الحمل، إضافة إلى الحديد واليود في بعض الحالات.

    لكن لا حاجة أبداً لتناول أي نوع آخر من المكملات، إلا بعد استشارة الطبيب وإجراء تحليل شامل للدم إذ يكفي عموماً تناول غذاء متوازن وصحي للحصول على الاحتياجات اليومية من المواد المغذية.

    5- مراقبة الابتسامة
    لا تستخفي أبداً بصحة أسنانك خلال فترة الحمل! لا بل إن الأطباء يوصون كل النساء الحوامل بزيارة طبيب الأسنان خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل للتأكد من عدم وجود أية مشكلات في الأسنان أو اللثة. بالفعل، يستحسن معالجة أية بداية تسوس أو أي نزيف أو التهاب في اللثة بأسرع ما يمكن والتأكد من عدم وجود التهاب قد يتفاقم مع تقدم أشهر الحمل.

    ولماذا تعتبر صحة الأسنان بالغة الأهمية خلال فترة الحمل؟
    لأن أي التهاب في الأسنان أو البول أو المهبل يسبب التهاباً في الدم. عندئذ، تطلق الكريات البيضاء المسؤولة عن إبطال الميكروبات مواد اسمها السيتوكين، تحارب الالتهاب وإنما تحفز في الوقت نفسه هرمونات اسمها البروستاغلاندين. إلا أن البروستاغلاندين مسؤولة عن انقباضات الولادة وتوسع عنق الرحم، وهناك بالتالي خطر حدوث ولادة قبل الأوان. وتذكري أن الالتهاب لا يترافق دوماً مع ارتفاع في الحرارة، ولذلك لا تفوتي زيارة طبيب الأسنان خصوصاً وأن العناية بالأسنان ممكنة خلال أشهر الحمل.

    6- مراقبة الوزن
    يمكن للزيادة الكبيرة في الوزن قبل الحمل أو خلاله أن تحفز داء السكري خلال الحمل. ولا بد من معالجة هذه المشكلة حتى لو اختفت بعد الولادة. ففائض السكر في دم الأم ينتقل إلى الجنين عبر المشيمة. هكذا، يكبر الجنين وينمو بسرعة أكبر ويصبح أكثر هشاشة. في الحالات الوخيمة (عند النساء البدينات جداً)، ثمة احتمال أن يموت الجنين في رحم أمه. وأثناء الولادة، يمكن للوزن الكبير للطفل أن يسبب انزياحاً للكتفين، أو حتى شللاً للذراع، ولذلك تبرز الحاجة أحياناً إلى إجراء ولادة قيصرية. وبعد الولادة، قد يعاني الطفل من نقص مستوى السكر في الدم.

    في المقابل، إذا اكتسبت المرأة القليل من الكيلوغرامات فقط خلال فترة الحمل، يتأثر وزن الجنين سلباً أيضاً ويكون الطفل القليل الوزن ضعيفاً وهشاً، وقد يعاني من مشاكل في إيقاع القلب أثناء الولادة.

    7- اختيار الرياضة الملائمة
    خلال فترة الحمل، لا تستطيع المرأة ممارسة كل أنواع الرياضة. فالغوص تحت الماء، مثلاً، ممنوع في كل أشهر الحمل لأن قلة الأوكسيجين خطرة على الجنين. يمنع منعاً باتاً أيضاً ممارسة كل أنواع الرياضة المنطوية على احتمالات السقوط والرضات، مثل ركوب الخيل، والتزلج على الثلج، والتنس، والسكواش، والغطس.. يوصى أيضاً بالامتناع عن أنواع الرياضة الجماعية (مثل كرة السلة والكرة الطائرة والكرة اليدوية) نظراً لاحتمالات الارتطامات المتكررة بين اللاعبين في أرض الملعب.

    إلا أن الأطباء ينصحون المرأة الحامل بممارسة السباحة، واليوغا، والركوب على الدراجة الهوائية، والمشي.

    8- الانتباه من الحرارة المرتفعة
    تكون الحرارة المرتفعة عموماً رديف الالتهاب. فجسم الأم ينتج البروستاغلاندينات، الهرمونات المسؤولة عن انقباضات الرحم والولادة المبكرة. وقد أظهرت دراسة أوروبية حديثة أن 75 في المئة من النساء اللواتي يلدن فجأة وقبل الأوان المحدد يعانين من التهاب معين وارتفاع في الحرارة.

    لذا، ما إن ترتفع الحرارة عن 37.8 درجة، راجعي الطبيب. قد يكون الأمر مجرد زكام، لكنه قد يكون أيضاً التهاباً في الصدر، أو التهاباً في البول، أو الكليتين، مما يسبب خطراً على صحة الجنين (تشوهات في الجهاز العصبي أو مشاكل في العينين….)