تخطى إلى المحتوى

المرأة .. في لغة الفضائيات

    نظرية السوق مبنية على الغرض والطلب وهذا ما حدث فعلاً أمام تزايد ضخ الفضائيات العربية التي تظهر كنبت عشوائي بين الحين والآخر.

    الشيء الذي أوجد نوعاً من التنافس الشريف وغير الشريف بين الفضائيات التي أثقلت كاهل المشاهد العربي بخرافات ومواد فاسدة يغلب عليها منطق اللامسؤولية وقد تركزت مادتها على المرح الرخيص واللهو الفاسد في محاولة منها لجذب المشاهد المغلوب على أمره، فتساهلت بتمرير العديد من الأفكار الهدامة في صورة مزرية لا تحمل أي احترام لوعي المشاهد، ولا تقديراً لمشاعر العديد من الأسر المحافظة التي تراعي تعاليم ديننا الحنيف، ولا تضع اعتباراً لعادات وتقاليد الأمة العربية.

    المرأة لعبت دوراً كبيراً في هذه المهزلة إن القنوات الفضائية استطاعت في وقت قصير أن تدخل إلى بيوتنا بل إلى غرفتنا وتجالسنا دون إذن مسبق وهي ليست واحدة أو اثنتين بل عشرات الأوجه والتخصصات وتتفنن في جذب المشاهد بأي وسيلة، فهذه لهواة الأغاني الصاخبة، وهذه الأفلام دون حذف أو تعليق، وهذه للرياضة، وهذه للأخبار، وهذه، وهذه، وهذه.. وكلها تتفق على أن تغري المشاهد بمتابعتها بأي وسيلة وأي ثمن وأصبحت بعض القنوات أشبه بالمراقص الليلية وبعضها أجارك الله.

    فلا يعقل أن نرى هذه المناظر وفي شاشات عربية، ومن كان يتخيل صورة المجتمعات العربية بهذه الدرجة من الانحلال وعدم المسؤولية ولا يعقل أن تقدم فئة إعلامية من المفترض أن تكون واعية ومتعلمة ومنوطاً بها رفع درجة الوعي والمسؤولية لدى المجتمع مثل تلك البرامج والأعمال التلفزيونية الهشة التي تستعمل غرائز الإنسان وتحرك في المجتمع الشهوات علنا والكل ينظر وينتظر.

    استغلال الجسد
    لقد أصبحت الفضائيات الأن وخاصة فضائيات العربية تنظر إلى المرأة بعين الاستغلال ومحاولة استثمار هذا الجسد الطاهر لأغراض مادية، فلقد يسرت بنظرة السوق على نطاق الأعلام الفضائي متأثرة بما حدث من تنامٍ سريع للقنوات الفضائية التي أصبحت بلا عدد وبلا حدود فبعد هذا التزايد الفضائي لا بد من المنافسة وحيثما تبتعد المنافسة عن الإبداع والفن التقي، فإنها تنتقل إلى منافسة غير شريفة لذلك كان لا بد من استخدام المرأة. وأصبحت القنوات الفضائية تتنافس على تفريخ مذيعات ما جنات، فهذه المذيعة ” تسولف ” مع المتصل وكأنها تعرفه جيداً وأحياناً تصل الحميمة إلى حد ” القبل ” وبعضهن اخترن ” سرير ” النوم ديكوراً لتقديم برنامجها وذلك لأغراء المراهقين، هذا ناهيك عن البرنامج نفسه الذي تجده مليئاً باعتقادات وأفكار خاطئة والعياذ بالله.وتشترط في الغالب بعض القنوات الفضائية الهادمة صفات معنية في المذيعة أولها أن تكون بعيدة كل البعد عن الاحتشام وأن تكون بلا حدود في أي شيء لكي تتحدث مع المشاهدين وتقبلهم وترقص معهم.

    بعض الفضائيات التي فقدت مبدأ التنافس الشريف وهي كثر أخذت على عانقها تقديم صورة مشوهة للمرأة العربية في كافة مواقعها ابتداءً من مذيعات الربط والأخبار مروراً بالبرامج والمسلسلات والأغاني المصورة ولم نفاجأ بمذيعة واحدة من تلك القنوات ذات يوم بمنظر محتشم تحترم فيه نفسها أولاً والمشاهدين ثانياً وتراجع فيه مادتها التي من المفترض أن تكون مسؤولية عنها أمام الناس وأمام نفسها أمام الله. وقد لعبت المرأة نفسها دوراً كبيراً ف ترسيخ هذا الدور الزائف الذي يظهر به والذي تشكل في صورة منافية لصورة المرأة العربية في كافة البلاد العربية، فظهرت مهزوزة وغير واضحة المعالم سطحية الفكر والوعي والقضايا غير مسؤولية عن كل ما يدور من حولها، وبدت كدمية يحركها المخرجون كيفما يشاؤون في صورة غير حقيقية استهدفت بها جزءاً يسيراً من غرائز الناس وراء حفنة حقيرة من دراهم زائلة لا تغني يوم الحساب.

    لقد استغلت المرأة تمام الاستغلال وأصبحت، كدمية الحبل، تحرك بأصابع حفية، فولدّت الشك في قلوب الرجال، وسمحت بتغيير شكل وواقع الحياة اليومية وبدا مقبولاً شكل الأسرة التي تظهر على الشاشة في المجتمع وقدمت تماذج فاسدة وتجارية رخيصة خلقت منهم أبطالاً، وبدأت التجاوزات الاجتماعية يمكن مناقشتها وكما ذكر أحد المفكرين اليهود في مقابلة له في إحدى الصحف العبرية ” إن الطريق إلى هدم الإسلام هو المرأة، فستهزمهم بغانية وكأس “، والمتابع لما يحدث في ساحتنا العربية بجد ذلك للأسف صحيحاً جداً وأقرب إلى الصواب.