أكدت معظم الدراسات الطبية على أن تعرض الحامل لدخان السجائر يزيد من مخاطر إصابة طفلها بالربو ومشاكل الجهاز التنفسي الأخرى في مرحلة الطفولة إلا أن بحثا أمريكيا حديثا وجد أن تعرض الأم لدخان السجائر أثناء الربع الأخير من الحمل يزيد من مخاطر إصابة طفلها بالتهاب الجلد (الإكزيما) أثناء فترة طفولتهم الأولى.
وقام خبراء من الأكاديمية الأمريكية للحساسية والمناعة بالتركيز على أكثر من 1400 طفل ممن تتراوح أعمارهم بين شهرين و18 شهرا حيث قدمت أسر الأطفال معلومات عن تاريخهم المرضي مع الحساسية ومستوى دخان السجائر الذي تعرضوا له أثناء الحمل وبعده كما سجل الباحثون كل حالات الإصابة بالأكزيما التي تتسبب في احمرار وحكة الجلد.
ووجد الفريق القائم على الدراسة أن معدلات الإصابة بالأكزيما تزيد بشكل كبير بين الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم لدخان السجائر أثناء الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل في حين لم يلاحظوا حدوث مثل تلك المخاطر مع الأطفال لأمهات تعرضن لدخان السجائر في الثلث الأول من الحمل كما لم يجد الباحثون زيادة في هذه المخاطر بين الأطفال الذين تعرضوا لدخان السجائر في الأشهر الستة الأولى من حياتهم.
وأظهرت دراسة أن التدخين السلبي أثناء الحمل تزيد من خطورة اضطراب النوم لدى الحوامل ويقصد بالتدخين السلبي أي السيدات اللواتي لا يدخن، ولكن يستنشقن دخان السجاير من جلسائهم المدخنين مثل الزوج أو في الأماكن العامة أو المطاعم.
وذكر الدكتور تاكاشي اوهيدا و زملاؤه من جامعة نيهون بطوكيو باليابان أن العلاقة بين اضطراب النوم والمدخنات الحوامل معروفة وقد اثبتت في العديد من الدراسات، اما العلاقة بين المدخنات السلبيات واضطرابات النوم أثناء الحمل لم تكون معروفة. وقد قام بتوزيع استبيانات على النساء الحوامل في عام 2002تضمنت 16396وعام 2006على 19386امرأة حامل تم توزيعها على 260مركزا صحيا متخصص في امراض النساء و التوليد.
وأكدت الدراسة أنه بالمقارنة مع النساء الحوامل اللواتي لم يتعرضن للتلوث البيئي من أدخنة السجاير كان المدخنات السلبيات أكثر عرضة لاضطرابات النوم مثل عدم الكفاية من النوم وصعوبة النوم وقصر فترة النوم والشخير العالي أثناء النوم والتنفس المزعج أثناء النوم. ونفس هذه الأعراض يعاني منها الحوامل المدخنات.
وبناء على ما سبق يجب على السيدات الحوامل الابتعاد عن المناطق الملوثة بأدخنة السجاير وعلى الأزواج المدخنين الاقلاع عن التدخين او الابتعاد عن زوجاتهن أثناء التدخين لان اضطرابات النوم تضطر بصحة الأم والجنين معا.