تخطى إلى المحتوى

تأثير المشاهد السياسية الصعبة على الأطفال

    حروب ودماء ومظاهرات واشتباكات وانتفاضات ثورية… صور تغمر الشوارع العربية وتنقلها القنوات الإعلامية لحظة بلحظة، تصاحبها مشاعر الإحباط والتوتر والترقّب التي باتت تلقي بظلالها على الحالة النفسية العامّة للأبوين.

     ولكن، ماذا عن البراعم الصغيرة التي قدّر لها أن تعيش في هذه الظروف وتكابد هذه المعاناة؟ وماذا عن تأثير ما تبثّه الشاشات؟ صدمات قد تصيب البعض، وتساؤلات تدور في عقول البعض الآخر سرعان ما تتحوّل إلى استفهامات على ألسنتها.

    المستشار النفسي والأسري الدكتور ظافر القحطاني والاستشارية النفسية والخبيرة في الأمم المتحدة الدكتورة منى الصواف عن كيفية التعامل مع الأطفال في هذه الحالات، وكيفية مساعدتهم على قراءة المشهد السياسي الحالي بما يتناسب وأعمارهم. يعرّف الدكتور ظافر القحطاني اضطراب ما بعد الصدمة بـ «اعتداء جسدي أو تعذيب أو اغتصاب أو أي حدث مؤلم (صدمة) أو مشاهدة أعمال العنف والقتل أو التعذيب التي تنتج عنها لاحقاً أعراض جسدية ونفسية يمكن ملاحظتها على الطفل كالخوف واضطراب النوم والأحلام المزعجة، يتذكّرها دوماً من خلال تمثيل وتقليد الموقف أثناء اللعب!».

    ويشدّد على ضرورة استشارة طبيب أو معالج نفسي نتيجةً لهذه الأعراض التي تستوجب خضوعه إلى برنامج علاجي مناسب لحالته. ويشير إلى «أن عدداً من الدراسات والبحوث تفيد أنّ مشاهد العنف التي تعرضها وسائل الإعلام تحمل تأثيراً سلبياً على صحة الطفل النفسية، فقد تنتج ميلاً إلى السلوك العدواني في مرحلة النضج ما يجعله أقل تعاطفاً مع معاناة الآخرين، وكذلك قد تسبّب الخوف والهلع من المجتمع والبيئة التي يعيش فيها، ما يجعله يفقد الشعور بالأمان والذي يعتبر من أهم الاحتياجات النفسية في مرحلة الطفولة التي تعتبر مرحلة هامة تكتسب خلالها العادات السلوكية والاجتماعية والتي تمتلك أثراً كبيراً في شخصيته مستقبلاً».