تخطى إلى المحتوى

لماذا تؤثر فينا العطور ؟

    لقد كان الإنسان منذ القدم متذوقا للعطور فكان يحرق بعض أنواع النباتاتِ ذاتِ الروائحِ الفواحةِ و القوية، حتى تكون بمثابةِ بخورٍ يستعملها في الطقوسِ الدينية .. و من أقدم من ولع بالعطر و استخدمها هم الفراعنةُ منذ خمسةِ آلاف سنة، إلا أن العرب هم من استخدموا تاج الزهرةِ لإستخراج ماء الزهور و ذلك منذ عام 1300، واستعملوهُ كدواءٍ أيضاً، ويُعتبر عطر الورد أقدم أنواعِ العطور في العالم حيث كان رائجاً جداً لدى القبائل العربية.

    أثبتت الدراسات أن العطر له تأثيراتٌ تتجاوز بكثيرٍ رائحتهِ الجميلة، إذ أن له فعالية على التأثيراتِ النفسيةِ كالغضب والهدوء، حيث ترتبط حاسة الشم القويةِ والعصبيةِ بالذوق والذاكرة، فتعمل على تهدئة النفس و تذكرنا بالأفراح أو الليالي الصيفية، أو بالذكريات السيئة أيضاً.

    و يفسر ذلك من الناحيةِ الفسيولوجية بأن استنشاق العطر يُنشِّط جزءً من الدماغ، حيث يتم تحليله و مقارنته بالذكريات العاطفيةِ المخزنة المختلفة ، كما أنه يَربُط المناطق التي تتعامل مع معدل ضرباتِ القلب، وضغطِ الدم، والتنفس، ومستوياتِ الإجهاد، والتوازن الهرموني، وترتبط حاسة الشم ارتباطاً مباشراً في “مركز السيطرة العاطفية” حيث يُوجد القلق والخوف والإكتئاب والغضب والفرح.

    لذلك فإن العطور حالها كحال الصور والأصوات، تستقر في ذاكرتنا وتُعيد لنا مواقف الماضي التي مررنا بها، وبالتأكيد تمنحنا العطور الراحة النفسية إذا ناسبت ذوقنا أو بالعكس تُشعرنا بالإزعاج والتوتُّر إذا ما خالفته.